سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن
باز : من أهم الأمور وأعظمها : العناية بالقرآن ، فإن القرآن
الكريم هو رأس كل خير ، وهو ينبوع السعادة ، فينبغي للشباب أن يُعنى بكتاب
الله ، وأن يكون له نصيب من تلاوته ، وتدبر معانيه ، وحفظه ، حتى يستنبط
منه ما أراد الله من العباد من أحكام وشرائع ، من أوامر ونواهٍ ، وأخبار
وقصص ، حتى يكون على بينة فيما مضى وفيما يأتي ، وعلى بينة في أحكام الله
وشرائعه .
بعد ذلك : السنة المطهرة ، ينبغي للشباب أن يُعنى بها حفظًا ودراسة ،
وتفقهًا ومذاكرةً فيما بينهم ، وسؤالاً للمدرسين والعلماء عما أشكل ، فيكون
وقته محفوظًا بين دراسة وحفظ ، وبين مذاكرة ، وبين سؤال من المدرسين
والعلماء والموجهين عن كل ما يشكل من ذلك .
ولا يتأتى هذا إلا بعد العناية والدراسة والتدبر في كتاب الله وسنة الرسول -
صلى الله عليه وسلم - ، وهكذا العلوم الأخرى التي يتعلمها لمصلحة الأمة ،
وحماية دينها ودنياها ، وحماية الأوطان عن مكائد الأعداء .
فهو لا يزال في علم نافع ، وفي فوائد يستفيدها إما في دينه وإما في دنياه ،
مع حفظ الأوقات الأخرى في المذاكرة والسؤال والمطالعة فيما يحتاج إليه ،
وبقية الوقت يكون محفوظًا - أيضًا - في حاجته الخاصة ... في نومه ، وتناول
طعامه وشرابه ، وفي صلته بأهله ، وغير هذا من شؤونه .