قالت صحيفة التايمز البريطانية إن جنود النظام السوري الذين
كانوا يرابطون في أكاديمية المشاة شمال مدينة حلب السورية، عانوا من الجوع
ونقص الذخيرة نتيجة الحصار الذي فرضه عليهم الجيش السوري الحر، وكان يجب أن
يستسلموا قبل أيام من شن الجيش الحر هجومه الأخير الذي سيطر بعده على
المدرسة.
وترى الصحيفة أن جنود النظام واقعون بين المطرقة والسندان
ويملؤهم الخوف من فكرة الاستسلام عندما تصبح وحداتهم تحت الحصار، فهم
يخافون من مصير مظلم إذا ما استسلموا للجيش الحر أو فصائل المعارضة
المسلحة، بينما يخافون من جهة أخرى من آمريهم في الجيش إن هم فكروا في
الاستسلام أو اتخذوا خطوة في ذلك الاتجاه.
وكانت وحدة من وحدات الجيش الحر يبلغ تعداد عناصرها ألفي
مقاتل من النخبة، قد فرضت حصارا على مدرسة المشاة في حلب، وقطعت طرق
الإمدادات عن 350 عنصرا من عناصر الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الأسد
كانوا بداخلها.
ويقول آمر الوحدة أبو مراد “كان عليهم الاستسلام قبل أسابيع،
أو على الأقل أن يعيدوا توجيه أسلحتهم ضد آمريهم، ولكن أولئك الجنود كانوا
مرعوبين.. كانوا يشعرون بالرعب منّا من جهة، ويخافون بعضهم بعضا من جهة
أخرى”.
وقد أظهرت بعض الأفلام المصورة التي قدمها جنود النظام بعد
سقوط مدرسة المشاة، مجموعة من “الضباط العلويين” يركلون جنديا يعاني من
النزيف ويصيحون به “كنت تفكر في تركنا والانضمام إلى لواء التوحيد أو جبهة
النصرة، أليس كذاك؟”.
وقالت الصحيفة إن نجاح الجيش الحر في الاستيلاء على مدرسة
المشاة ومواقع أخرى في حلب، أحدث فجوة في خطوط دفاع قوات النظام، ولكن رغم
ذلك فإن الوحدات الموالية للأسد لم تستسلم، بل فضلت الانسحاب إلى سجن
المدينة والقتال من موقع جديد.
وبناء على ما تقدم، وضعت الصحيفة تصورا سوداويا للفترة
القادمة في سوريا بناء على كلمات أبو مراد، وقالت إنها “تبدو كتجسيد
لمستقبل الصراع في سوريا: لا حوار، لا عفو، لا مفاوضات، لا هدنة.. قتال شرس
فقط لا غير بين رجال إما تملكهم الغضب أو يخافون من فكرة التسوية”.
وقد بدأ حصار مدرسة حلب للمشاة في نوفمبر/تشرين الثاني
الماضي، ويقول أبو مراد إنهم وجدوا جثثا لعناصر من الجيش السوري ملقاة
بجانب أسوار المدرسة، ويرجح أنهم قتلوا أثناء محاولتهم الهرب من الموقع
والاستسلام للجيش الحر.
وقد حاول النظام السوري إيصال بعض الأغذية إلى الجنود
المحاصرين في المدرسة قبل أن يسيطر عليها الجيش الحر، وبعدما عجز عن إيصال
أي مؤن أو عتاد عن طريق البر، لجأ النظام إلى مروحيات تطير على ارتفاعات
شاهقة وتلقي بمواد غذائية -غالبا ما تكون علبا من سمك السردين- على الجنود
المحاصرين.
وتقول الصحيفة إن الجيش الحر اتبع تكتيك الحصار الخانق مع بدء
فصل الشتاء، حيث تساعد الغيوم الكثيفة والمنخفضة في الحد من قدرة الطيران
الحربي على المشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام.