مسلم حر وسام الرياضي
عدد المساهمات : 1352
| موضوع: دور المرأة في إصلاح المجتمع الجمعة أبريل 27, 2012 6:12 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده وستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،و أشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله- تعالى- بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه يسرني أن احضر إلى الكلية المتوسطة للبنات في جدة في هذا اليوم: الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الثاني عام اثني عشر وأربعمائة وألف
لأعبر عما في نفسي في هذا الموضوع الخطير ، وهو (دور المرأة في إصلاح المجتمع
فأقول مستعينا بالله عز وجل، طالباً منه التوفيق للصواب والسداد: إن دور المرأة في إصلاح المجتمع دور له أهميته الكبرى، وذلك لأن إصلاح المجتمع يكون على نوعين:
النوع الأول: الإصلاح الظاهر:
وهو الذي يكون في الأسواق، وفي المساجد، وفي غيرها من الأمور الظاهرة، وهذا يغلب فيه جانب الرجال لأنهم هم أهل البروز والظهور.
وأما النوع الثاني: إصلاح المجتمع فيما وراء الجدار: وهو الذي يكون في البيوت، فان غالب مهمته موكول إلى المرأة نفسها ، لأن المرأة هي ربة البيت، كما قال الله سبحانه وتعالى موجها الخطاب والأمر إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم : في قوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [الأحزاب:33]
أهمية دور المرأة في إصلاح المجتمع: نظن بعد ذلك أنه لا ضير علينا إن قلنا: إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطاً بالمرأة، وذلك لسببين:
السبب الأول: أن النساء كالرجال عدداً، إن لم يكن أكثر، بل هن أكثر أعني أن ذرية آدم أكثرهم من النساء، كما دلت على ذلك السنة النبوية، ولكنها تختلف من بلد إلى بلد ومن زمن إلى زمن، فقد تكون النساء في بلد ما أكثر من الرجال، وقد يكون العكس في بلد آخر، كما أن النساء قد يكن أكثر من الرجال في زمن، والعكس في زمن آخر. وعلى كل حال فإن للمرأة دوراً كبيراً في إصلاح المجتمع.
وهناك مسألة أخرى تبين أهمية دور المرأة في إصلاح المجتمع
السبب الثاني: أن نشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع.
مقومات إصلاح المرأة في المجتمع لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع، لابد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح وإليكم جانبا من هذه المقومات.
المقوم الأول: صلاح المرأة: أن تكون المرأة نفسها صالحة، لتكون أسوة حسنة، وقدوة طيبة لبنات جنسها، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟
لتعلم كل امرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه، إما من بطون الكتب إن أمكنها ذلك وإما من أفواه العلماء سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو من النساء. وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة، فإن هذه الأشرطة ولله الحمد لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح إذا استعملت في ذلك.
إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم , فيتلقى العلم إما من أفواه العلماء,وإما من بطون الكتب. المقوم الثاني: البيان والفصاحة: أي أن يمن الله عليها، أي على المرأة بالبيان والفصاحة بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيراً صادقاً، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني، التي قد تكون عند كثير من الناس، ولكن يعجز أن يعبر عنها، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة، وحينئذ لا يحصل المقصود الذي في نفس المتكلم من إصلاح الخلق.
وبناء على ذلك نسأل: ما هو السبب الذي يوصل إلى هذا، أي يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما في النفس بعبارة صادقة كاشفة عما في الضمير؟
نقول: الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية، نَحْوِهَا وَصَرْفِهَا وَبَلاَغَتِهَا، وحينئذٍ لابد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة، بحيث تعبر عما في نفسها تعبيرا صحيحاً تستطيع به أن توصل المعاني إلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهن.
| |
|