في إحدى المباني القديمة توجد شقة صغيرة تعيش فيها امرأة توفي
زوجها .<< وفي ليلة هادئة
استلقت المرأة وفي حضنها طفلها الرضيع .. وبجوارها طفلتيها الصغيرتين
وفي الجهة المقابلة تنام بسلام أمها الكبيرة في السن
التي لم يعد لهافي الدنيا غير ابنتها
وفي وسط هذا الهدوء والسكون!
تسمع المرأة صوت أناس يصرخون في الخارج
فأسرعت إلى مصدرالصوت لترى ما الذي يجري
فتجدأن الدورالأخيرمن المبنى يحترق
والنيران تكاد تصل إلى شقتها
وأصوات سيارات الدفاع المدني تحاول إطفاء النيران
ورجال الإطفاء يأمرون سكان المبنى بالصعود إلى السطح
حتى يتمكنون من إطفاء النيران
فأسرعت المرأة المسكينة وأيقظت طفلتيها وصعدت بهما إلى السطح !
وعادت مسرعة إلى شقتها
وسارت تنظرإلى طفلها الرضيع النائم على السرير
وإلى أمها الطاعنة في السن التي لاتستطيع الحركة
وجلست تتساءل في نفسها وهي حائرة
هل تقدم حنان الأمومة؟!
أم تقدم بر والدتها؟!
فأسرعت نحو والدتها وصعدت بها إلى السطح
وركضت نحو شقتها لتنقذ طفلها الرضيع
لكن ... ؟!
وجدت النيران قدالتهمت الشقة بصغيرها
ولم تستطع إنقاذ طفلها الرضيع !
فجلست تبكي بكاءً شديداً.
وصعدت إلى السطح واحتضنت طفلتيها الصغيرتين
فسارت أمها تنظر إليها وتبكي حزناً على فراق حفيدها الصغير البريء
وبعد ساعة ..
تمكن رجال الإطفاء من إخمادالنيران الحارقة
فسعد الجميع
ماعدى تلك المرأة التي مازال الحزن يقتلها
وفجأة .....................!!!
يعلن رجال الدفاع عن نجاة طفل رضيع وسط هذه النيران
وأسرعت الأم نحوطفلها الرضيع وضمته نحو صدرها وهي تقذف دموع
الفرح ..
وعلمت أن البار ينال جزاءه في الدنيا والآخرة
فالنكن مثالاً لتلك المرأة البارة
التي قدمت رضا أمهاعن حنان الأمومة
فرضي الله عنها .. وكافئها بأن أنجى طفلهامن تلك النيران
التي لا ينجو منها أحد بهذه السهولة
ولنحي هذه المرأة الشجاعة