قصة الطفل أبراهيم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عندما أغضب أكسّر الأشياء من حولي .. أنا عصبي .. لا أحب أن يقوم أحدٌ بأخذ غرضٍ ما يخصني .. أُحب أن أعامَل برقة وهدوء
هذه العبارات قالها إبراهيم لي في نهاية لقائي معه .. هذه العبارات كتبتُها تحت عنوان عريض سميته " التصرفات العدائية " وحتماً أنا مُخطئ بهذه التسمية .
فتح إبراهيم عينيه طفلاً طبيعياً .. وُلد وملأ صمتَ المكان بصراخِه وبكائه الذي أشعل الفرحة في قلوب والديه .. وفي شهره الخامس بدأت يداه وقدماه تداعبان حصيرة المنزل الفقير .. بدأ يزحف .. لكن والدته زحفت بعيداً عن مشاعرها وواجبها اتجاهه .. فهو بالنسبة لها قطعةُ لحمٍ صغيرةً على رصيفٍ شتويٍّ مُمطر .. تستطيع من خلاله إثارة مشاعر الناس لتحصل في النهاية على بضع ليرات أو أكثر كانت تمد يدَها وتتوسل للناس بحسرةِ هذا الصبي الصغير .
إبراهيم في عاميه الأولين فقد أمَّه بسبب طلاقِ والده لها ..إبراهيم في عاميه الأولين حصل على أم جديدة .. زوجةُ أبيه التي تشبه أمَّه في عدم الرعاية ونقص الحنان والاهتمام .
وكما ينمو العشب الأخضر في زوايا الأماكن المُهمَلة نما إبراهيمُ وكَبُر .. لتبدأ قصة مرضه .. توقفت إحدى يديه عن الحركة بفعل مرضٍ عضالٍ وراثي ..
ماذا ورّثته عائلته أيضاً بالإضافة إلى مرضه .. هل سيورثه أعمامه الذين يقبعون في السجن جرائمَهم ونزواتِهم .. هل سيورثه أبوه تحجّرَ قلبه وقسوتِه ولا مبالاته ..
هل ستورثه أمُه تصحّرَ عاطفتِها وموتَ مشاعرها وجهلَها .. من سيرد له أيامه التي نامها جائعاَ .. جائعاً من كل شيء .. جائعٌ من الزاد .. جائعٌ من الحب ..
سافر إبراهيم مع عائلته إلى قرية صغيرة بإدلب .. فُتن كأي عاشق بسحر الطبيعة التي كانت أجملَ شيء تراه عيناه .. وأروع مكان يبصره قلبه .. قلبه الذي ستنطبق عليه مساحات جسمه كلما كبر .أعوام جديدة ...تعني خسارةَ جزء جديد من جسده .. توقفت رجله عن الحركة .. ورجله الأخرى أيضاً .. ويده الثانية .. إنه كالزهرة التي يقطف المرض أوراقَها ببطء ليتركها في النهاية عارية بوجه الرياح .
دخل إبراهيم جمعية خيرية في حلب وتخلص من زوجة أبيه كما قال هو ..
كان يشعر بالاهتمام والتعاون واللطف .. بدأ يرمم نفسه المهدّمةَ لمواجهة جسده المُستمر بالانهيار
ولأنه يحب التعلم والدراسة .. أصبح إبراهيم بمساعدة المشرفين يعمل على جهاز الحاسوب ويعرف الكثير من البرامج التي تساعده على التعلم والتسلية ربما البعض منا يحلم ببناء القصور وقيادة السيارات الفاخرة ..
لكن إبراهيم يحلم بجهاز محمول صغير ليتواصل مع أصدقائه .
ربما البعض منا يحلم بتحويل غرفته إلى استديو مُجهز بأحدث أجهزة الصوت .. لكن إبراهيم يحلم بمسجلة صغيرة يستمع إليها في أوقات فراغه .
ربما البعض منا يحلم بالنوم على سرير مُبطن .. وساداته من ريش وشراشفه من حرير .. لكن إبراهيم يحلم بالنوم المريح فقط .. فهو لا يستطيع التقلب في الفراش وفوقه شرشف .
هو لا يستطيع النزول من كرسيه على الأرض وملاعبةَ الأطفال .
لا يستطيع أن يتجولَ وحيداً .. لا يستطيع أن يأكلَ بمفرده .
الشيء الوحيد الذي يستطيع إبراهيم فعله هو الحب .. الحب فقط .. قال لي إبراهيم
أحب أن أتعرف على أصدقاء وصديقات جدد
أحب أن أعتمد على نفسي بكل شيء
أحب أن أذهب للتنزه والتسوق
أحب أن أحضر نشاطات داخلَ وخارجَ المبرة
أحب أن يكون لي رأي
أحب أن أتعرف على أناس لطيفين
إبراهيم الذي كان يجلس على كرسيه مستمراً بالحب .. مستمراً بالتعلم والأمل تقلص جسده ولفظ آخر أنفاسه منذ أيام .
إبراهيم في ذمة الله

زائر

إنا لله وانا اليه راجعون ,,,,كل نفس ذائقة الموت

ابراهيم مثال مات بجسده لكن روحه الطاهرة ستبقى بينا للابد ,,,,عبرة واحداث ابكت لي قلبي وهزت لي مشاعري ,,,

لا ادري ماذا اقول ,,,,الحمدلله في السراء والضراء واسكن روح ابراهيم الطاهرة جنات النعيم ...

اشكرك اخي

بنت فلسطين
شريهان

ان الله وان اليه راجعون رحمة الله عليه وانت عبد الجليل الله ايكون في عونك .. لا حولة ولا قوة لا بالله

وسام العطاء **عدد المساهمات** : 3277

لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

انا لله وانا اليه راجعون

البقاء لله وحده

» الطفل: أين هو من هذه الدوامة ؟؟؟
» الطفل المنظِّف
» الطفل والفساد المنزلي
» الطفل الفلسطيني يحاور أمه
» الأمهات وراء خجل الطفل