بعض معاني اسم الله ‏

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في آية واحدة، وهي قوله تعالى:﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ الحشر: 24

•( المصور ) في اللغة اسم فاعل للموصوف بالتصوير, وصور الشئ أي جعل له شكلا معلوماً , وصوره أي قطعه وفصله وميزه عن غيره، والصورة هي الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات .

•( المصور ) في أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ، ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته ، وحكمته , وهو الذي صور الناس في الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى: ( يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ تُرَاْبٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِن ْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ) الحج : 5

•اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير, قال تعالى :( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) غافر : 64

•( المصور ) أيْ صوّر المخلوقات بشتى أنواع الصور ، فهناك صور جلية ، وصور خفية ، الصور الظاهرة جلد أبيض ، ثقيل، جميل، رائع، لو وضعت هذا الجلد على مكبر، أو على مجهر إلكتروني، ترى التلال، والوديان، والحفر، وأفواه البراكين، والشعر كأنه غابة، اختلف الوضع، في صورة ظاهرة، وفي صورة حقيقية، فالله عز وجل خلق المخلوقات بشتى أنواع الصور ، الصورة الجلية ، والصورة الخفية ، والصورة الحسية ، والصورة العقلية، فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان فلكل صورته وسيرته وما يخصه عن غيره.

•كما يظهر حسن التصوير في البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل في باب الأخلاق لم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم : 4

•صور الله الناس في الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل، وكما قال سبحانه وتعالي:(وَ لَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) )المؤمنون : 11

•الحظوظ ، الجمال حظ، قد يكون لونُ الإنسانِ يلفت النظر، أو طوله يلفت النظر، ولاسيما المرأة، فهذه الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء، وتوزيع امتحان؛ صور دنيوية ، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء؛ ، قال تعالى: ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ * وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) الإسراء: 21

•الغنى والفقر بعد العرض على الله، الجمال والقبح بعد العرض على الله، الصور النهائية بعد العرض على الله، قال تعالى: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾ الواقعة:13

•وقد يرى الإنسان صوراً بيتاً فخماً، أو سيارة فارهة ، يرى حديقة غناء، أو مزرعة جميلة، يرى طعاما، يرى أماكن جميلة، والدنيا حلوة نظرة، لكن سمّها في دسمها، بطولة المؤمن أنه يتعامل مع حقائق الأشياء لا مع صورها، صور الدنيا مؤقتة، وصور الآخرة أبدية، كان عليه الصلاة والسلام كلما رأى شيئاً من الدنيا يقول: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك .

•من بنود هذا الاسم العظيم ( المصور )، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ) أخرجه البخاري ومسلم - كيف ذلك ؟
الله عز وجل صوَّر آدم، أعطاه صورة، وجعل له سمعاً، والله سميع، وجعل له بصراً، والله بصير، وجعل له علماً، والله عليم . أيها الإخوة، هذه الصفات يصح إطلاقها في حق الذات الإلهية ، ويصح إطلاقها في حق الإنسان ، ما من إنسان عالم ؟ والله عز وجل عليم، ما من إنسان سميع ؟ والله سميع، لكن كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك. ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ الشورى : 11
والحديث ظاهر المعنى في أن الله عز وجل صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافه وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد , والتي يصح عند إطلاقها استخدامها في حق الخالق والمخلوق , فالله عز وجل له صورة وآدم له صورة , ولفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط , ولا يكون علة للتشبيه والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة , ومن خلالها يدرك بالبصر والبصيرة ,وأسجد له بعد تصويره الملائكة , وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة .قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف: 11

•أن الله حرَّم على عباده أن يصوِّروا الصور ذوات الأرواح، لما فيها من مضاهاة لخلق الله، روى مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟! فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَليَخْلُقُوا ذَرَّةً).

•ورد الدعاء بالوصف من حديث على رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال : اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .