najia وسام شكر وتقدير
عدد المساهمات : 1454
| موضوع: مفهوم الحرية الإثنين مارس 21, 2011 11:54 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مفهوم الحرية:
تعريف الحرية لغةً :
" الحر ، بالضم : نقيض العبد " (ابن منظور ، 1410هـ ، جـ 4 ، ص 181 ) . " والحرة : نقيض الأمة ، والجمع حرائر " ( المصدر السابق ) . " وتحرير الولد : أن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد ، وقوله تعالى (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (آل عمران:35) " ( المصدر السابق ) . " والحر من الناس : أخيارهم وأفضالهم . وحرية العرب : أشرافهم " ( المصدر السابق ). " والحرة : الكريمة من النساء " ( المصدر السابق ) . " الحُرِّيَّةُ : الأرضُ اللينةُ الرمليةُ " ( الفيروز بادي ،1993م )
تعريف الحرية اصطلاحاً :
يمكن تعريف الحرية اصطلاحاً بعدة تعاريف منها : "1-(انعدام القيود) 2- (عبارة عن قدرة المرء على فعل ما يريده) 3- (إطلاق العنان للناس ليحققوا خيرهم بالطريقة التي يرونها طالما كانوا لا يحاولون حرمان الغير من مصالحهم...) إلى غيرها من التعاريف التي لا مجال لذكرها في المقام. ولكن بعد التأمل الدقيق ـ نجد ـ أن مرجع جميع هذه التعاريف إلى جامع واحد وحقيقة مشتركة واحدة ـ هي القدرة على الفعل والاختيار ـ دلت عليها ألفاظ متعددة، وبصور مختلفة... ولذا لم يتحصل لدى الانتقال من تعريف لآخر أمر آخر يضيف على التعريف الأول شيئاً يذكر سوى التبسيط، والتوضيح . " ( حسين ، 1421هـ، 44 )
مفهوم الحرية في المنهج الإسلامي
أولاً : مفهوم المنهج
المنهج في اللغة :
نهج : طريقٌ نَهْج : بَـيِّنٌ واضِحٌ، وهو النَّهْج ، والـجمع نَهجات ونُهُج ونُهوج و مَنْهَج الطريقِ : وضَحُه. والـمِنهاج : كالـمَنْهَج . وفـي التنزيل: ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)(المائدة: من الآية48) وأَنهَج الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ وصار نَهْجا واضِحاً بَـيِّناً ، والـمِنهاج : الطريقُ الواضِحُ. واسْتَنْهَج الطريقُ: صار نَهْجا ( ابن منظور ، 1410هـ ، ج2 ، ص 383 )
المنهج في الاصطلاح :
" الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة ، تهيمن على سير العقل ، وتحدد عملياته ، حتى يصل إلى نتيجة معلومة " ( العساف ، 1424 هـ ، ص 169 )
" فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة ، من أجل الكشف عن الحقيقة " ( أبو سليمان ، 1416هـ ، ص 60 )
" طريق كسب المعرفة ، أوهو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة لاكتشاف الحقيقة ، أو هو الخطوات المنظمة التي يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها " ( الدغيمي ، 1417هـ ،ص 33 ) .
" كان ظهور الطريقة العلمية نتيجة للجهود المختلفة التي بذلها المهتمون خلال عصور طويلة ، لكن أول ملامح هذه الطريقة ظهرت على يد فرنسيس بيكون في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر حين اقترح بناء النتائج على أساس مجموعة كبيرة من الوقائع والملاحظات التي يمكن جمعها ، ثم تطور هذا المنهج نتيجة لجهود وأفكار نيوتن وجاليلو فظهر المنهج العلمي ، أو الطريقة العلمية التي تجمع بين الأسلوب الاستقرائي والأسلوب الاستنتاجي القياسي ، أو جمع بين الفكر الذي يمثله الأسلوب القياسي وبين أسلوب الملاحظة الذي يمثله الأسلوب الاستقرائي. فالأسلوب العلمي أو الطريقة العلمية هي طريقة تجمع بين الفكر والملاحظة وبين القياس والاستقراء "(عبيدات ، 1424 هـ ، ص 44 )
ثانيا : مفهوم الحرية في المنهج الإسلامي
"خص المولى تبارك وتعالى "الإنسان" بالعقل والإدراك والتمييز , وأمر بحفظ حقه في حرية التفكير والتعبير مادام ذلك في حدود الشرع ومصلحة الجماعة , لا يقهر على أمر , ولا يقسر على رأي , ولا يمنع من إبداء الرأي والاجتهاد فيه , لأن هذا قوام :"نموه العقلي" واتساع مداركه وشحذ تفكيره , ومبادئه الإيجابية في بناء حياته الخاصة وفلسفته ونظرته للحياة , وتحقيق طموحاته المستقلة , ومساهمته الفعالة في بناء حياة الجماعة وتطوير نظمها وتراثها الفكري واعلمي والحضاري ,وتمكينها من بلوغ أهدافها المرجوة لخير جميع أفرادها . ولأن في الحفاظ على حرية "الإنسان" في فكره وتعبيره , صونا "لآدميته" المكرمة من الله تعالى ,ودعما لكيانه المستقل والمتميز عن غيره , وتنمية لشخصيته لتكون قوية متماسكة ,وتعزيزا لاعتداده بذاته وثقته بنفسه , وراحة وسعادة له في حياته , وإعطاء هذه الحياة معاني الكرامة وأسباب الهناء. والمولى سبحانه وتعالى , وهو يضرب لعباده المثل , وله وحده المثل الأعلى , أقر للإنسان حريته حتى فيما يتعلق بأمور الإيمان والعقيدة والتوحيد ، وهي أسمى الأمور ، وحمله مسؤولية حريته في إيمانه وكفره ، وهذا هو العدل التام ، وأقام عليه الحجة بما أعطاه من حرية قوامها الإرادة والاختيار والعقل " (الزنتالي ، 1993م ، ص196 ) . قال تعالى : (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا)(الكهف: من الآية29) وقال تعالى : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(البقرة: من الآية256) وقال عز وجل : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(يونس: من الآية99) وقال جل جلاله : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) (الغاشية: 21،22) ومن أسرار الشريعة الإسلامية حرصها على تعميم الحرية في الإسلام بكيفية منتظمة ، فإنّ الله لمّا بعث رسوله بدين الإسلام كانت العبودية متفشيّة في البشر، وأقيمت عليها ثروات كثيرة، وكانت أسبابها كثيرة: وهي الأسر في الحروب، والخطف في الغارات، وبيع الآباء والأمّهات أبناءهُمْ، والرهائن في الخوف، والتداين. فأبطل الإسلام جميع أسبابها عدا الأسر .
ضوابط الحرية
"على أن الحرية في التربية الإسلامية ليست سائبة ,ولا مطلقة العنان حتى تهوي بصاحبها إلى قاع الضلال الروحي ودرك الانحطاط الأخلاقي ,بل هي حرية واعية منضبطة ,فإذا خرج بها الإنسان عن أحكام الدين ونطاق العقل وحدود الأخلاق وصلحة الجماعة , تمت مساءلته ومحاسبته وإيقافه عند حده ورده عن غيه , منعا لضرر الفرد والجماعة, وفساد الدين والدنيا." (الزنتالي ، 1993م ، ص459) ومن تعاريف الحُرِّيَّة أنها التصرّف بالملك بدون عدوان على النفس أو الغير، سواء أكان الملك حسياً أو معنوياً. فلا يُعتبر الاعتداء على النفس أو الملك الشخصي حرية للإنسان، لذلك حرم " دين الإسلام " الانتحار أو الإضرار بشيء من الجسد أو الملك في غير مصلحة صحيحة مبنية على مكارم الأخلاق، وكذلك فإن الناس يمنعون الأفراد الذين يريدون الانتحار أو الإضرار بأملاكهم من ذلك. كما لا يُعتبر الاعتداء على الغير سواء باللسان ( كالسَّبِّ ) أو الأركان ( كالضرب ) من الحرية. فمن فعل ذلك فهو من الأشرار لا الأحرار. ومن حدود الحرية: قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ، وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ، وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ *يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (الحجرات:11،13).
أنواع الحرية
" من أهم الخصائص التي تتميز بها التربية الإسلامية عن غيرها من أنواع التربية القديمة والحديثة ، وتسجل بها قصب السبق عليها ، هي خاصية الحرية ، حرية التفكير وحرية التعلم وحرية السعي ، بما يعزز الشخصية الإنسانية ويدعم استقلالها واعتدادها بذاتها في حدود الشرع والأخلاق " (الزنتالي ، 1993م ،ص 456 ) .
"ويمكن تقسيم الحريات إلى :
1- الحريات الشخصية أو المدنية: ومن أمثلة هذا الصنف: حرية السكن وحرمته، وحرية المراسلات. كما تدخل فيها الحريات العائلية). 2-الحريات الاقتصادية: وتشمل: حق الملكية، وحرية العمل، وحرية التجارة والصناعة... الخ. 3- الحريات الفكرية: وتشمل: الحريات الفلسفية، والدينية، والفنية، والأدبية."(حسين ، 1421هـ ، 44 ) ويندرج تحت التقسيمات السابقة عدة أنواع من الحقوق والحريات كحق الإنسان في الحياة ، وحقه في تولي الوظائف العامة ، وحقه في إنشاء الأسرة والرضا في الزواج ، وحق المرأة في الموافقة على الزواج أو رفضه ، وحرية التنقل والسفر .....الخ .
واقع الحرية في العالم الإسلامي
أولاً : مفهوم العالم الإسلامي
" يقصد بالعالم الإسلامي الدول التي تزيد فيها نسبة المسلمين عن 50% من سكانها ، أو يمثل المسلمون فيها الأغلبية " ( الجاسر ، 1427هـ ، ص 12 ) " ويغطي العالم الإسلامي مساحة كبيرة تقدر بأكثر من 32 مليون كم2 أي ما يعادل خمس مساحة اليابسة ، ويزيد عدد المسلمين حالياً عن أكثر من 1300 مليون مسلم يعيشون في 56 دولة إسلامية تقريباً ونسبة منهم يعيشون كأقليات إسلامية في دول غير إسلامية ، وهذا يعني أن عدد المسلمين يقارب ربع سكان العالم البالغ 6 مليارات نسمة تقريباً " ( المصدر السابق )
ثانياً : واقع الحرية في العالم الإسلامي :
"مازال الحوار يرتفع ويثور حول الكثير من المفردات التي تدخل ضمن نطاق حقوق الإنسان. فحرية الفكر والعقيدة وحق التنظيم والإعدام خارج القضاء وحالات الاختفاء والعزل السياسي والحق في محاكمة عادلة والامتناع عن التعذيب، كلها مصطلحات لها دلالات مختلفة بالنسبة للحكومات والأيديولوجيات والسياسات. ومشكلات مثل المجاعة والبطالة وتلوث البيئة ونتائج الحروب والوجود العسكري الأجنبي، تشغل حيزاً غير قليل من فكرة حقوق الإنسان، مثلما هي قضايا حق تقرير المصير والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إضافة إلى قضايا حقوق المرأة والعنصرية والتطرف وحقوق الأقليات، يقابلها المشاركة والانتخابات، دون إهمال لحرمة المنازل وسرية الرسالة والهاتف والاتصالات والحقوق الفردية الأخرى. وإذا كانت تلك المفردات قد وجدت طريقها إلى التقنين الدولي في إطار حقوق الإنسان، فإن عالمنا العربي ما زال يعاني الكثير من النقص والقصور إزاء تناول هذه المشكلات " ( شعبان ، 2001م ، ص 3 ) . ويمكن القول إن مستوى الحرية في العالم الإسلامي بصفة عامة ما زال منخفضاً ، وذلك بالنظر إلى أصغر مؤسسات الدولة كأنموذج يُنقل الحكم منه إلى غيره من مؤسسات المجتمع وأنظمته ، ويمثل تلك المؤسسة المدرسة ، حيث يمكن ملاحظة النظام المركزي في إدارة المدرسة من قبل مديرها من حيث التسلط ، والتعسف الإداري ، ومحاباة بعض المعلمين على حساب غيرهم ، وإلزام المعلم بما يكلفه به مدير المدرسة دون نقاش واستطلاع لرأيه، والتصرف في جدول المعلمين بما يرضي مدير المدرسة دون النظر إلى رغبات المعلمين ، وينتقل ذلك إلى تصرفات المعلمين مع الطلاب ومنعهم من الكلام والحركة ، واستخدام طرق التدريس التي لا تساعد على الحوار وإبداء الرأي والتشجيع على التفكير ، وكل ذلك يسفر عن قلة الوعي ، والتقليد الأعمى لأصحاب المناصب الأعلى ، وعدم التنبه لنتائج كبت الحريات ؛ كالتمرد على الأنظمة ، وضعف الإنتاج ، والتخلف الفكري والاجتماعي ؛ نسأل الله السلامة والعافية .
كيف نفعل الحرية في تربيتنا الإسلامية
"التربية الإسلامية تؤكد "مفهوم الحرية" وتنادي بالحفاظ عليه , تشريفا للإنسان وتكريما له وإعلاء لشأنه وفق ما اقتضته إرادة الله تعالى بتفضيله على كثير ممن خلق , سواء فيما يتعلق بأمور الدين أو أمور الدنيا " ( الزنتالي ، 1993م ، ص 456 ) "وسبيلها في ذلك فتح الباب أمام الإنسان ليمارس حريته وإرادته واختياره الواعي المسؤول دينيا وخلقيا ,وتمكينه من تكوين شخصيته على نحو متكامل وسوي ومتزن خال من الاضطراب العقلي والتوتر العصبي والقلق النفسي , وإتاحة الفرص العادلة المتكافئة أمامه لينمي عقله ويصقل قدراته وميوله ومواهبه , وتشجيعه على المبادءات الذاتية والنشاط الذاتي حتى يشارك بفعالية في بناء نفسه بنفسه من خلال العملية التربوية والتعليمية.ووسيلتها في تكوين الإنسان وتنشئته:الإقناع والحجة والبرهان ,والدعوة بالتي هي أقوم والمجادلة بالتي هي أحسن , والتذكير الواعي والنصح الرشيد , وتبصيره بشكل بناء إيجابي يخاطب عقله , ويستنير ذهنه ويقدح تفكيره , فتكون قناعاته بغير جبر أو إكراه , ويتحمل مسؤوليات حريته واختياره في دنياه وأخراه" ( المصدر السابق ) قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )(النحل: من الآية125) وقال سبحانه:(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )(الكهف: من الآية29) وقال عز وجل:(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )(البقرة: من الآية256) وقال جل شأنه: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً) (الفرقان:73)
"وقد عزز الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة وسيرته العطرة , مبدأ "الحرية" سواء في التفكير أم في التعبير أم في إعمال الرأي والاجتهاد في أمور الدين والدنيا , حرصا منه على تكوين الشخصية المستقلة المتماسكة القوية لدى المسلم . فأثناء الاستعداد لمعركة "بدر الكبرى" والتخطيط لها , قال الصحابي الجليل "الحباب بن المنذر" رضي الله عن :"يا رسول الله , إن هذا المكان الذي أنت فيه ليس بمنزل, فانطلق بنا إلى أدنى ماء إلى القوم , فإني عالم بها وبقلبها , بها قليب قد عرفت عذوبة ماءه لا ينزح , ثم نبني عليه حوضا فنشرب ونقاتل . ونغور ماسواه من القلب فنزل جبريل عليه السلام على رسول صلى الله عليه وسلم فقال: "الرأي ما أشار به الحباب ".فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك . ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث الصحابي الفقيه "معاذ بن جبل" رضي الله عنه إلى اليمن ,ليعلم الذين دخلوا إلى الإسلام ويفقههم , قال عليه الصلاة والسلام :"كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟"قال أقضي بكتاب الله قال "فإن لم تجد في كتاب الله " قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .قال فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله ؟"قال: أجتهد برأي ولا آلو.فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ,فقال:"الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلى مايرضي رسول الله" وعن عائشة وعن أنس بن ثابت رضي الله عنهما ,أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنتم أعلم بأمور دنياكم"(الزنتالي ، 1993م ، ص458) "عن محارب بن دِثَارٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِرَجُلٍ : «مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: أَنَا قَاضِي دِمَشْقَ، قَالَ: وَكَيْفَ تَقْضِي ؟ قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ مَا لَيْسَ في كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ مَا لَيْسَ في سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ بِرَأْيٍ وَأُؤَامِرُ جُلَسَائِي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَحْسَنْتَ "( السيوطي ، 1994م ، جـ13 ، ص 472 )
| |
|
المهـــ Aــــــــاجر وسام التميز والابداع
سكت الليل وروح القمر، وسكن الظلام و اشتد علينا الهجر استنينا نور الفجر المش مطول ، بس الغجر قتلوا اهل الشرف وظلوا ذئاب البشر، الليل حزن علينا والظلام بشد ايدنا حتى العذاب مش متحمل اللي بتشوفو عنينا. عدد المساهمات : 8554
| موضوع: رد: مفهوم الحرية الثلاثاء مارس 22, 2011 9:02 am | |
| ناجيه موضوع رائع
نعم للحريه | |
|
CHARIFA وسام المحبة
.و أعشق عمري لأني إذا ما مت يوما أخجل من دمع أمي عدد المساهمات : 2742
| موضوع: رد: مفهوم الحرية الثلاثاء مارس 22, 2011 10:54 am | |
| | |
|
صفاء القلوب وسام العطاء
عدد المساهمات : 3277
| موضوع: رد: مفهوم الحرية الثلاثاء مارس 22, 2011 2:03 pm | |
|
أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحريةفسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربيةما هذا اللفظ وما تعنى وأية شيء حريةهل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنيةأم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنيةفأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفويةقد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلويةأسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحريةلا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهويةوعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفرديةفنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقيةلأجوب الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحريةوقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحريةفتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذريةستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشريةوأتى رجل يسعى وجلا وحكا همسا وبسريةلا تسأل عن هذا أبدا أحرف كلماتك شوكيةهذا رجس هذا شرك في دين دعاة الوطنيةإرحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفيةتسمع ما لا يحكى أبدا وترى قصصا بوليسيةويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعيةويلفق حولك تدبير لإطاحة نظم ثوريةوببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريريةوبأشياء لا تعرفها وخيانات للقوميةوتساق إلى ساحات الموت عميلا للصهيونيةواختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيريةلم أسمع شيئا لم أركم ما كنا نذكر حريةهل تفهم؟ عندي أطفال كفراخ الطير البريةوذهبت إلى شيخ الإفتاء لأسأله ما الحريةفتنحنح يصلح جبته وأدار أداة مخفيةوتأمل في نظارته ورمى بلحاظ ناريةواعتدل الشيخ بجلسته وهذى باللغة الغجريةاسمع يا ولدي معناها وافهم أشكال الحريةما يمنح مولانا يوما بقرارات جمهوريةأو تأتي مكرمة عليا في خطب العرش الملكيةوالسير بضوء فتاوانا والأحكام القانونيةليست حقا ليست ملكا فأصول الأمر عبوديةوكلامك فيه مغالطة وبه رائحة كفريةهل تحمل فكر أزارقة؟ أم تنحو نحو حروريةيبدو ليأنك موتور لا تفهم معنى الشرعيةواحذر من أن تعمل عقلا بالأفكار الشيطانيةواسمع إذ يلقي مولانا خطبا كبرى تاريخيةهي نور الدرب ومنهجه وهي الأهداف الشعبيةما عرف الباطل في القول أو في فعل أو نظريةمن خالف مولانا سفها فنهايته مأساويةلو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذريةأو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهيةأو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونيةفله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضيةذات السلطان مقدسة فيها نفحات علويةقد قرر هذا يا ولدي في فقرات دستوريةلا تصغي يوما يا ولدي لجماعات إرهابيةلا علم لديهم لافهما لقضايا العصر الفقهيةيفتون كما أفتى قوم من سبع قرون زمنيةتبعوا أقوال أئمتهم من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لابن الجوزيةأغرى فيهم بل ضللهم سيدهم وابن التيميةونسوا أن الدنيا تجري لا تبقى فيها الرجعيةوالفقه يدور مع الأزمان كمجموعتنا الشمسيةوزمان القوم مليكهم فله منا ألف تحيةوكلامك معنا ياولدي أسمى درجات الحريةفخرجت وعندي غثيان وصداع الحمى التيفيةوسألت النفس أشيخ هو؟ أم من أتباع البوذية؟أو سيخي أو وثني من بعض الملل الهنديةأو قس يلبس صلبانا أم من أبناء يهوديةونظرت ورائي كي أقرأ لافتة الدار المحميةكتبت بحروف بارزة وبألوان فسفوريةهيئات الفتوى والعلما وشيوخ النظم الأرضيةمن مملكة ودويلات وحكومات جمهوريةهل نحن نعيش زمان التيه وذل نكوص ودنيةتهنا لما ما جاهدنا ونسينا طعم الحريةوتركنا طريق رسول الله لسنن الأمم السبأيةقلنا لما أن نادونا لجهاد النظم الكفريةروحوا أنتم سنظل هنامع كل المتع الأرضيةفأتانا عقاب تخلفنا وفقا للسنن الكونيةووصلت إلى بلادالسكسون لأسألهم عن حريةفأجابوني: “سوري سوري نو حرية نو حرية” من أدراهم أني سوري ألأني أطلب حرية؟! وسألت المغتربين وقد أفزعني فقد الحريةهل منكم أحد يعرفها أو يعرف وصفا ومزيةفأجاب القوم بآهات أيقظت هموما منسيةلورزقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقيةبل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثريةأن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أزهار ولها رائحة عطريةكانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانيةترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشيةوسألت أديبا من بلدي هل تعرف معنى الحريةفأجاب بآهات حرى لا تسألنا نحن رعيةوذهبت إلى صناع الرأي وأهل الصحف الدوريةووكالات وإذاعات ومحطات تلفازيةوظننت بأني لن أعدم من يفهم معنى الحريةفإذا بالهرج قد استعلى وأقيمت سوق الحريةوخطيب طالب فيشمم أن تلغى القيم الدينيةوبمنع تداول أسماء ومفاهيم إسلاميةوإباحة فجر وقمار وفعال الأمم اللوطيةوتلاه امرأة مفزعة كسنام الإبل البختيةوبصوت يقصف هدار بقنابلها العنقوديةإن الحرية أن تشبع نار الرغبات الجنسيةالحرية فعل سحاق ترعاه النظم الدوليةهي حق الإجهاض عموما وإبادة قيم خلقيةكي لا ينمو الإسلام ولا تأتي قنبلة بشريةهي خمر يجري وسفاح ونواد الرقص الليليةوأتى سيدهم مختتما نادي أبطال الحريةوتلى ما جاء الأمر به من دار الحكم المحميةأمر السلطان ومجلسه بقرارات تشريعيةتقضي أن يقتل مليون وإبادة مدن الرجعيةفليحفظ ربي مولانا ويديم ظلال الحريةفبمولانا وبحكمته ستصان حياض الحريةوهنالك أمر ملكي وبضوء الفتوى الشرعيةيحمي الحرية منقوم راموا قتلا للحريةويوجه أن تبنى سجون في الصحراء الإقليميةوبأن يستورد خبراء في ضبط خصوم الحريةيلغى في الدين سياسته وسياستنا لا دينيةوليسجن من كان يعادي قيم الدنيا العلمانيةأو قتلا يقطع دابرهم ويبيد الزمر السلفيةحتى لا تبقى أطياف لجماعات إسلاميةوكلام السيد راعينا هو عمدتناالدستوريةفوق القانون وفوق الحكم وفوق الفتوى الشرعيةلا حرية لا حرية لجميع دعاة الرجعيةلا حرية لا حرية أبدا لعدو الحريةناديت أيا أهل الإعلام أهذا معنى الحرية؟فأجابوني بإستهزاء وبصيحات هيستيريةالظن بأنك رجعي أو من أعداء الحريةوانشق الباب وداهمني رهط بثياب الجنديةهذا لكما هذا ركلا ذياك بأخمص روسيةاخرج خبر من تعرفهم من أعداء للحريةوذهبت بحالةإسعاف للمستشفى التنصيريةوأتت نحوي تمشي دلعا كطير الحجل البريةتسأل في صوت مغناج هل أنت جريح الحريةأن تطلبها فالبس هذا واسعد بنعيم الحريةالويل لك ما تعطيني أصليب يمنح حريةيا وكر الشرك ومصنعه في أمتنا الإسلاميةفخرجت وجرحي مفتوح لأتابع أمر الحريةوقصدت منظمة الأمم ولجان العمل الدوليةوسألت مجالس أمتهم والهيئات الإنسانيةميثاقكم يعني شيئا بحقوق البشر الفطريةأو أن هناك قرارات عن حد وشكل الحريةقالوا الحرية أشكال ولها أسس تفصيليةحسب البلدان وحسب الدين وحسب أساس الجنسيةوالتعديلات بأكملها والمعتقدات الحاليةديني الإسلام وكذا وطني وولدت بأرض عربيةحريتكم حددناها بثلاث بنود أصليةفوق الخازوق لكم علم والحفل بيوم الحريةونشيد يظهر أنكم أنهيتم شكل التبعيةووقفت بمحراب التاريخ لأسأله ماالحريةفأجاب بصوت مهدود يشكو أشكال الهمجيةإن الحرية أن تحيا عبدا لله بكليةوفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبويةلا حسب قوانين طغاة أوتشريعات أرضيةوضعت كي تحمي ظلاما وتعيد القيم الوثنيةالحرية ليست وثنا يغسل في الذكرى المئويةليست فحشا ليست فجرا أو أزياء باريسيةوالحرية لاتعطيه هيئات الكفر الأمميةومحافل شرك وخداع من تصميم الماسونيةهم سرقوها أفيعطوها؟ هذا جهل بالحريةالحرية لا تستجدي من سوق النقد الدوليةوالحريةلا تمنحها هيئات البر الخيريةالحرية نبت ينمو بدماء حرة وزكيةتؤخذ قسرا تبنى صرحا يرعى بجهاد وحميةيعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحريةاسمع ماأملي يا ولدي وارويه لكل البشريةإن تغفل عن سيفك يوما فانس موضوع الحريةفغيابك عن يوم لقاء هو نصر للطاغوتيةوالخوف لضيعة أموال أو أملاك أو ذريةطعن يفري كبدا حرة ويمزق قلب الحريةإلا إن خانوا أو لانوا وأحبوا المتع الأرضيةيرضون بمكس الذل ولم يعطوا مهرا للحريةلن يرفع فرعون رأسا إن كانت بالشعب بقيةفجيوش الطاغوت الكبرى في وأد وقتل الحريةمن صنع شعوب غافلةسمحت ببروز الهمجيةحادت عن منهج خالقها لمناهج حكم وضعيةواتبعت شرعةإبليس فكساها ذلا ودنيةفقوى الطاغوت يساويها وجل تحيا فيه رعيةلن يجمع فيقلب أبدا إيمان مع جبن طوية ]
| |
|
عبدالجليل كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 358
| موضوع: رد: مفهوم الحرية الثلاثاء مارس 22, 2011 2:23 pm | |
| شكرا لكي ناجية مميزة جدا كم عهدناكي موضوع جدا ممتاز عن الحرية سوفا اضيف بعض كلمات عن الحرية من منطلق "تكريم بني آدم" عمل على تحرير الإنسان من الرق، ليس هذا فحسب، بل كان أول نظام يمنح الإنسان ـ بصرف النظر عن جنسه ولونه ومعتقده ـ ما يمكن أن نسميه "الحرية الشاملة" . ولا يعني هذا الحرية المنطلقة المتسيبة بلا ضوابط ولا قيود فتلك هي الفوضوية بعينها .. الفوضوية التي تقود الفرد إلى الضياع وفساد الدين، وتؤدي بالمجتمع إلى الخراب والانهيار. ولكن المقصود بالحرية الشاملة تلك التي تتناول كل جوانب الحياة، وتمكن الإنسان من العيش والمعايشة بإرادته دون أن يكون مقهورًا أو مظلومًا، أو واقعًا تحت ضغط غير مشروع، أو هي كما عرفها أحد المفكرين المحدثين "الانطلاق المشروع في الرأي والاعتقاد وفي القول وفي الفعل، وفي الاتصال بالغير". مرة ثانيه شكرا لكي ناجية
| |
|
najia وسام شكر وتقدير
عدد المساهمات : 1454
| موضوع: رد: مفهوم الحرية الثلاثاء مارس 22, 2011 8:06 pm | |
| | |
|