ثناء الشيخين إبن باز و إبن عثيمين على محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحم الله الجميع .
قال الشيخ يحيى النجمي ـ رحمه الله ـفي رسالته (( الفتاوى الجلية على المناهج الدعوية)) :
[وأختم كتابتي هذه بنقل كلام كبار مشايخنا المعتبرين في الألباني وثنائهم عليه:
فمن ذلك قول سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-: من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ محمد إبراهيم الشيباني -وفقه الله للخير- آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وبعد:
"يا محب؛ كتابكم الكريم وصل -وصلكم الله بِهداه- وفهمت ما تضمنه من عزمكم على كتابة ترجمة موسعة لصاحب الفضيلة الشيخ العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني، ورغبتكم في كتابة رأينا في فضيلته، ونفيدكم أن الشيخ المذكور معروف لدينا بحسن العقيدة والسيرة، ومواصلة الدعوة إلى الله مع ما يبذله من الجهود المشكورة في العناية بالحديث الشريف وبيان الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع، وما كتبه في ذلك من الكتابات الواسعة كله عمل مشكور ونافع للمسلمين، نسأل الله أن يضاعف مثوبته، ويعينه على مواصلة السير في هذا السبيل، وأن يكلل جهوده بالنجاح والتوفيق ..." إلخ ما قال.
فهذه شهادة وتزكية من مفتي عام المملكة -رحمه الله- للشيخ الألباني -رحمه الله- بأنه حسن العقيدة وحسن السيرة([1]).
([1]) ومما قاله أيضًا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن الإمام الألباني ودعوته، وثنائه رحمة الله عليه وعلى ما دونه للمسلمين من المؤلفات العظيمة ما نقلته عنه مجلة الدعوة في العدد رقم (1712) بتاريخ جمادى الآخرة لعام (1420’) في (ص9) حيث قال سماحته: "ناصر الدين الألباني من خواصِّ إخواننا المعروفين؛ قد عرفته قديْمًا، فهو من خيرة العلماء ومن أصحاب العقيدة الطيبة، وممن فرَّغ وقته للحديث الشريف، وخدمة السنة، فهو جديرٌ بكل احترامٍ وعناية شرعية وهو جديرٌ بأن ينتفع بكتبه، ويستفاد منها، وأنا ممن يستفيد منها؛ طالعت الكثير من كتبه، فهي كتبٌ مفيدةٌ وهو أخٌ صالح وصاحب سنة، وليس معصومًا مثل غيره من العلماء". ويقول الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع في نفس العدد من هذه المجلة (ص60) بعنوان: وفاة شيخ السنة... العلامة الألباني -رحمه الله-: "وقد أثنى أئمة العلماء على الشيخ الألباني، وشهدوا له بسعة العلم، وخاصةً في علم الحديث، ودراسةً الأسانيد، ولأجل ذلك لقد أسند إليه تدريس الحديث وعلومه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام (1381 حتى 1383’) وكان رئيسها إذ ذاك سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في زمانه -رحمه الله-, وممن أثنى عليه أيضًا سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء في حياته -رحمه الله- وقد سمعته يثني عليه مرات كثيرة، ويذب عنه وينهر من يذمه، ويكفه عن الوقيعة في عالم كمثل الشيخ الألباني -رحمه الله- … الخ " ثُمَّ قال: انظر كتاب حياة الألباني وآثاره (ص74 و75), وقد نقلت جريدة المدينة بعد وفاته بأيامٍ قليلة كلامًا لأهل العلم من ذلك ما قاله مفتي الديار السعودية سابقًا فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-: "هو -يعني الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني- صاحب سنة، ونصرةٍ للحق، ومصادمةٍ لأهل الباطل". وقال عنه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله رحمة واسعة-: "إنَّه لا يعلم تحت أديم السماء أعلم منه في الحديث في هذا العصر" وقد مات -رحمه الله- قبيل غروب شمس يوم السبت لثمانية أيام بقيت من شهر جمادى الآخرة من سنة (1420’) وفق تاريخ (2/10/1999’) -رحم الله أئمة الدعوة-، وخلف الله للأمة الإسلامية من يقودها إلى حياض الحق والسنة، والسير بِهم على طريقة الأسلاف؛ إنَّ ربي قريب سميعٌ مجيب الدعوات.
وصلى الله سلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: "فالذي عرفته عن محدث الشام فضيلة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني من خلال اجتماعي به وهو قليل, أنه حريص جدًّا على العمل بالسنة ومحاربة البدعة، وسواء كانت في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك وأنه على علم جمٍّ في الحديث رواية ودراية، وأن الله تعالى قد نفع بِما كتبه كثيرًا من الناس من حيث العلم، ومن حيث المنهاج، والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين، ولله الحمد" انتهى بتصرف.
ويكتبه وهذا ما تيسر تدوينه في هذه العجالة، وأسأل الله أن يتقبله منِّي، في ديوان حسناتي وأن يجعله خالصًا لوجهه؛ مبرأً من شوائب الإحباط؛ إنه جواد كريم؛ غفور رحيم.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد سيد الأولين و الآخرينوعلى آله وصحبه أجمعين .]