ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻡ ﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻨﻬﺭﺍ

ﻭﺠﺩ ﻜﺭﺴﻴﺎ ﺸﺎﻏﺭﺍ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻀﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺎﺜﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺼﻴﻑ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ ، ﺍﺴـﺘﺄﺫﻥ
ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺸﺭﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﺍﺭﺘﻤﻰ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺴﻰ ﻓﻰ ﺇﻋﻴﺎﺀ ﻭﺠﺎﺀﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻁﻠـﺏ ﻟﻨﻔﺴـﻪ
ﻓﻨﺠﺎﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ .
ﺍﺸﻌل ﻟﻔﺎﻓﺔ ﺘﺒﻎ ، ﻭﻨﻅﺭ ﺤﺎﻟﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﻤﺘﻸ ﺒﻬﺩﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﺘﺼﻭﺭ ﻟﻠﺤﻅﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﻗﺩ ﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺭ ، ﻭﺍﺭﺘﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﺭﺏ ﺘﺤﻤل ﻋﺸﺎﻗﺎ ﻭﺘﻤﻀﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻓﻰ ﺒـﻁﺀ
، ﻭﺍﻟﻘﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺸﻊ ﺫﻫﺒﻴﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺃﺸﻌل ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻰ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﻭﺭﺃﻯ ﻨﻔﺴﻪ ﻴﺠﻠﺱ
ﺇﻟﻰ ﺨﻤﻴﻠﺔ ﻋﻨﺩ ﻀﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﺘﺤﺕ ﻗﺩﻤﻴﻪ ﻨﺒﺘﺕ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺯﻫﻭﺭ ، ﻭﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻨـﻪ ﺠـﺎﺀﺕ ﺘﻁـﻭﻑ
ﺍﻟﻔﺭﺍﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ، ﻭﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻭﺭﺩ ﻭﻗﺩ ﺼﻔﺕ ﺘﺤﺘﻬﺎ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺌـﺩ ﺍﻟﺘـﻰ
ﺠﻠﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺠﺎل ﻭﻨﺴﺎﺀ ﻴﺘﺤﺎﺩﺜﻭﻥ ﻫﻤﺴﺎ ﻭﻴﺘﺒﺎﺩﻟﻭﻥ ﺍﻷﻨﺨﺎﺏ ، ﻤﻸ ﺼﺩﺭﻩ ﺒﺸﺫﻯ ﺍﻟﺯﻫﻭﺭ ﻭﺍﺴﺘﺴـﻠﻡ
ﻓﻰ ﺨﺩﺭ ﻟﺫﻴﺫ ﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺒﻌﺙ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻗﺭﻴﺏ ﻭﺍﻜﺘﺸﻑ ﺃﻥ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻗـﺩ ﻨﺒﺘـﺕ
ﺸﺠﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺠﺫﻉ ﻜﺒﻴﺭ ، ﻤﺩﺕ ﻓﻭﻕ ﺭﺃﺴﻪ ﻏﺼﻨﺎ ﻴﻤﺘﻠﺊ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﻋﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻡ ﺘﺘﻔﺘﺢ ﺒﻌـﺩ ، ﻭﺘﺤـﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺘﻌﻭﺩ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﻘﻰ ﻜل ﻤﺴﺎﺀ ﺒﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﻠﺱ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﻗﺩﻭﻤﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﻟﺤﻅﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ ، ﺃﺤﺱ
ﺒﺤﺭﻜﺔ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻨﻪ ﻓﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﻗﺩ ﺼﺎﺭﺕ ﺭﺠﻼ ﻋﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ
ﺍﻟﺫﻯ ﺠﺎﺀ ﻴﻀﻊ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻟﻌﻥ ﻓﻰ ﺴﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺫﻯ ﻅﻬﺭ ﻓﺎﺨﺘﻔـﺕ ﻓـﻭﺭ ﻅﻬـﻭﺭﻩ
ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻭﺍﻟﺯﻫﻭﺭ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ، ﺍﻟﺘﻔﺕ ﺸﻤﺎﻻ ﻭﻴﻤﻴﻨﺎ ﻟﻌل ﺃﺤﺩ ﻫـﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨـﺎﺱ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻜﺭﺍﺴﻴﻬﻡ ﻓﻰ ﺇﻋﻴﺎﺀ ﻭﻴﺸﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﻗﺩ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟـﺫﻯ ﺭﺁﻩ ، ﻟﻜـﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌـﺎ
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺩﻟﻭﻥ ﻤﻼﻤﺤﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻨﻁﻔﺎﺀ ﻜﺄﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﻗﺩ ﻤﺭ ﻤﻨﺫ ﻗﻠﻴل ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﺫﺭ ﻓﻭﻕ ﻭﺠﻭﻫﻬﻡ ﻭﺃﻟﺒﺴـﺘﻬﻡ
ﺃﻜﺩﺍﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩ ، ﻭﺘﺄﻜﺩ ﻟﺩﻴﻪ ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﻭﺃﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻨﻬﺭﺍ
، ﻭﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻏﻤﺽ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﺭﻜﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﻭﻴﻠﺘﻘﻰ ﺒﺤﺒﻴﺒـﺔ
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﻻﺒﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺘﺴﺒﺢ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﻴﺎﻫﻪ ، ﻟﻜﻥ ﺃﺼﻭﺍﺘﺎ ﻴﺨﺭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﻴﺸﺭﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﺃﻓﺴﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻠﻡ ، ﺘﺄﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﻠﺱ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﻗﺩﻭﻤﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ، ﺴﻭﻑ
ﻟﻥ ﺘﺄﺘﻰ ﺃﺒﺩﺍ .
ﺍﻟﺘﻔﺕ ﻓﻰ ﻏﻴﻅ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺸﺭﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻓﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻗﺩ ﺼﺎﺭ ﺍﻵﻥ ﺠﻤﻼ ﻀـﺤﻙ ﻓـﻰ
ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺎ ﺃﺴﺭﻉ ﻤﺎ ﻴﺘﺤﻭل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺇﺒل ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﺘﺤﺴﺱ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻨﻘﻪ ﺍﻟﺭﺠل
ﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺠﻤﻼ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭ ﻨﻬﺭﺍ ، ﻭﺃﻨﺎ ﻴﺎ ﺇﻟﻬﻰ ﻤﺘﻰ ﺃﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﺍﻟﻠﻌﻴﻥ . ﻜﺎﻨﺕ ﻨﻔﺴﻪ ﻗﺩ ﻋﺎﻓﺕ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻓﺘﺭﻙ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﺴﻪ ، ﻭﻓﻜﺭ ﻓـﻰ ﺃﻤـﻪ ، ﺇﻥ
ﻟﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻨﻘﺎ ﻁﻭﻴﻼ ، ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺠﻠﺱ ﻜل ﺼﺒﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺩﺍﺭ ، ﻭﺘﻤﺩ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺃﺴـﻁﺢ ﺍﻟﻤﻨـﺎﺯل
ﻭﺘﻁﻭﻑ ﻤﺘﺴﻠﻠﺔ ﺒﺭﺃﺴﻬﺎ ﺒﻴﻭﺕ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﺭﺍﻥ ﺒﻴﺘﺎ ﺒﻴﺘﺎ ، ﻭﺘﻔﺘﺵ ﻟﻬل ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻴﺨﺒﺊ ﻓـﻰ ﺩﻭﺍﻟﻴـﺏ
ﺍﻟﻤﻁﺒﺦ ﻭﺃﻭﺍﻨﻴﻪ ، ﺃﻭ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻜﺭﺍﺴﻰ ﺃﻭ ﺃﺴﻔل ﺍﻷﺴﺭﺓ ، ﺃﻭ ﻓﻰ ﺤﺸﻭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺨﺩﺍﺕ ، ﻁﻔﻠﺔ ﻁﻴﺒـﺔ
ﺘﻨﻔﻊ ﻋﺭﻭﺴﺎﹰ ﻷﺒﻨﻬﺎ .
ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺯﻋﺞ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻯ ﺍﺒﻨﻬﺎ ﻴﺼﺒﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻓـﻪ
ﻤﻥ ﻗﺒل ، ﻗﻠﻘﺎ ، ﻤﻬﻤﻭﻤﺎ ، ﻤﺘﺒﺭﻤﺎ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ، ﻋﺎﺯﻓﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ، ﺤﺘﻰ ﻨﻭﻤﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻫﺎﺩﺌﺎ ﻜﻤﺎ ﻜـﺎﻥ
ﻤﻥ ﻗﺒل ، ﺼﺎﺭ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﻨﻭﻤﻪ ﻭﻴﻁﻭﻑ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ، ﻜﺄﻥ ﺭﻭﺤﺎ ﺸﺭﻴﺭﺓ ﻗﺩ ﺘﻠﺒﺴﺕ ﺒﺩﻨﻪ .
ﻭﺃﺩﺭﻜﺕ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺴﻴﻀﻴﻊ ، ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺫﻫﺏ ﻓﻭﺭﺍ ﻭﺘﺒﺤﺙ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺯﻭﺠﺔ ، ﻫﻭ ﻴﻌـﺭﻑ
ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺃﻤﻪ ﻭﻟﻜﻥ
- ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﺤﻘﺎ ﺃﻤﻰ ، ﻓﻬﺎﺘﻰ ﻟﻰ ﺒﺩل ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ﻨﻬﺭ
ﻀﺤﻙ ﻓﻰ ﺭﺜﺎﺀ ﻤﺎ ﺫﻨﺏ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻟﻡ ﺘﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﻨﻬﺭﺍ
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺠﻠﺱ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﻴﺸﺭﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻤﺩ ﻟﻪ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻓﺘﺢ ﺸﺎﺭﺒﺎ ﻤﻔﻠﻭﻗـﺎ ﺇﻟـﻰ ﻨﺼـﻔﻴﻥ ،
ﻭﺘﺴﺎﺀل ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺍﻤﺘﻸ ﻗﻠﺒﻪ ﻏﻴﻅﺎ ، ﻭﺘﺄﻜﺩ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺘﻰ
ﺘﺴﺒﺢ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻗﺩ ﻗﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﺘﻬﺠﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ ، ﺘﻅﺎﻫﺭ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺭﺩ ﺘﺤﻴﺔ ﺭﺠل ﻤـﺭ ﻤـﻥ
ﺒﻌﻴﺩ ، ﺴﺤﺏ ﺍﻟﺠﻤل ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ .
ﻗﺎل ﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﺯﻭﺠﺔ ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ، ﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺯﻤﺘﻪ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻰ ﺒﻨﺕ ﻁﻴﺒﺔ ﺘﻌﺜﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﺩﻓﺔ ﺒﺄﺤﺩ ﺸﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻬﺎﻥ ﻜل ﺸﺊ ، ﻭﻷﺼﺒﺤﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻤﻨﺘﻬﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻭل ﻴﻭﻡ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﺒﻨﺔ ﺠﺎﺭ ﻟﻬﻡ
ﻴﺸﺘﻐل ﺒﺎﻟﺒﻘﺎﻟﺔ ، ﺘﻁل ﻤﻥ ﺨﻠﻑ ﻀﻠﻔﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺘﺒﺘﺴﻡ ﻟﻪ ، ﻴﻭﻤﻬﺎ ﻅﻥ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻷﻨﻬـﺎﺭ
ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻗﺩ ﺨﺒﺄﺕ ﻤﻨﺎﺒﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﺒﻴﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﺭ ، ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺩﻡ ﻁﻭﻴﻼ ، ﻓﻔﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺩﻗﻭﺍ ﻟﻬـﺎ
ﻭﺘﺩﺍ ﻓﻰ ﺼﺤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻋﻘﺎﺒﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﻓﻰ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﺤﺒﻼ ﻭﺭﺒﻁﻭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﻭﻟـﺕ ﺍﻟﺒﻨـﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺸﺎﺓ ، ﻤﺎ ﺇﻥ ﻴﺄﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺤﺘﻰ ﺘﺭﺴل ﺜﻐﺎﺀ ﺤﺯﻴﻨﺎ ﻴﺯﺭﻉ ﺍﻟﻭﺤﺸﺔ ﻓﻰ ﻟﻴل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ،
ﻭﺼﺎﺭ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻠﺘﺼﻕ ﺒﺎﻷﺭﺽ ﻓﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺘﺘﺤﻭل ﺒﺎﻟﻠﻴل ﺇﻟـﻰ
ﺤﻅﺎﺌﺭ ، ﻷﻥ ﻓﻰ ﻜل ﺒﻴﺕ ﺜﻤﺔ ﺼﺒﻴﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻴﻭﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺭﻀﻰ ﻓﻀﻭﻟﻬﺎ ، ﻭﺘﻁل ﻤﻥ ﺨﻠـﻑ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﻌﺭﻑ ﻓﻘﻁ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻬﺭ ﻴﺠﺭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺒﻴﺘﻬﻡ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﻓـﻰ ﻋﻨﻘﻬـﺎ ﺤـﺒﻼ
ﻭﺭﺒﻁﻭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺘﺩ ﻓﻰ ﺼﺤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ .ﻭﺃﻤﻪ ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﺫﻟﻙ ، ﻻ ﺘﻔﻬﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻓﻰ ﻤﺩﻴﻨﺘﻬﻡ ﻴﺘﺤﻭﻟﻥ ﻋﻨﺩ ﻤﻐﻴﺏ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺇﻟـﻰ ﺸـﻴﺎﻩ
ﻭﺍﻟﺭﺠﺎل ﻴﺘﺤﻭﻟﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺒل ﻷﻥ ﺃﺤﺩﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺘﺩﺍﺭﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﻴﺸﺎﻫﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻨﻬـﺭﺍ
ﻗﺒل ﻓﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .
ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﺌﺭﺍ ﻻ ﻴﺠﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﺃﻟﻡ ﺒﻪ ﻜﺄﻥ ﺍﺭﺘﺎﻻ ﻻﺤﺩ ﻟﻬﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﻤـل
ﺍﻷﺴﻭﺩ ﺘﻁﺎﺭﺩﻩ ﻓﻰ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ، ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﺤﺎﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺂﺒﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﻠﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺃﻁﺒﻘـﺕ ﻋﻠـﻰ
ﺼﺩﺭﻩ ﻭﺃﺤﺴﻥ ﻓﻰ ﻜل ﻤﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺩ ﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺃﻨﻪ ﺴﻴﻤﻭﺕ ﺍﺨﺘﻨﺎﻗﺎ ، ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺸﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘـﻰ
ﺘﺯﻭﺭﻩ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺘﻤﻸ ﺭﻗﺎﺩﻩ ﺒﺭﻋﺏ ﺍﻟﻜﻭﺍﺒﻴﺱ ، ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻔﻴﺽ ﺒﻬﺎ ﺤﻠﻘﺔ ﻜـﺄﻨﻬﻡ ﻴﻔﻘﺴـﻭﻥ
ﺤﻨﻅﻠﺔ ﻓﻰ ﻓﻤﻪ ﻜل ﺼﺒﺎﺡ ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺩﻭﺩﺓ ﻟﻠﻌﻤل ﻭﺍﻟﻁﻌﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﺎﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺘـﻰ ﻜـﺎﻥ
ﻴﺩﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﺼﺎﺭ ﻻ ﻴﻁﻴﻕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﺄﻥ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﻭﺨﻨﺎﻓﺱ ﺴﻭﻑ ﺘﻘﻔﺯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﻪ ﻻ ﻓﺘﺢ ﺼﻔﺤﺔ
ﻤﻥ ﺼﻔﺤﺎﺘﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻤﺫﻴﺎﻉ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺎﺜﺭﺕ ﻓﻰ ﻜل ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘـﻰ ﺼـﺎﺭ ﻴﺭﻋﺒـﻪ ﺍﻵﻥ ﻤﺠـﺭﺩ
ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺄﻥ ﺤﺴﺎﺀ ﺴﺎﺨﻨﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﺄﺘﻰ ﻤﺩﻟﻭﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﺔ ﻟﻭ ﺤﺎﻭل ﻟﻤﺴﻬﺎ ، ﺜﻡ ﺃﺨﻴـﺭﺍ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻘﺭﻑ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻤﻸ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻻ ﻴﻁﻴﻕ ﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﻭﻻ ﻤﻌﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﺍﻟـﺩﺨﻭل
ﻓﻰ ﻨﻘﺎﺵ ﻤﻌﻬﻡ ﻭﻫﻭ ﺤﺎﺌﺭ ﻻ ﻴﺠﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻟﻤﻊ ﻓﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﺨﺎﻁﺭ ﻜﺄﻨﻪ ﺍﻟﺒﺭﻕ ﻫﻜـﺫﺍ ﺩﻭﻥ
ﻤﺎ ﺴﺒﺏ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﻫﻭ ﻴﺠﻠﺱ ﻜﻤﺎ ﺘﻌﻭﺩ ﻜل ﻋﺸﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺘﺫﻜﺭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻨﻬﺭﺍ ﻭﺃﻨـﻪ
ﻭﺇﻥ ﻗﺭﺃ ﻭﺴﻤﻊ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﺸﺎﻫﺩ ﺃﻓﻼﻤﺎ ﺘﻨﻘل ﻤﺸﺎﻫﺩﻫﺎ ﻭﺘﺤﻜﻰ ﻗﺼﺼﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟـﻡ
ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻨﻬﺭﺍ ﻤﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﻴﻥ، ﻭﻨﻤﺎ ﻓﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﻴﻘﻴﻥ ﻜﺎﻤل ﺒﺄﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻻﻗﺎﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤـﻥ ﻋﻨـﺎﺀ
ﺇﻨﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭ ﻨﻬﺭﺍ ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻴﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴل ﻤﻥ ﺃﺸﺒﺎﺡ ﻭﻤﺎ ﻴﻤﻸ ﻨﻬﺎﺭﻩ ﺒﺄﺴﺭﺍﺏ ﺍﻟﻨﻤل ﺍﻷﺴﻭﺩ ،
ﻭﻤﺎ ﻴﻤﻸ ﺤﻠﻘﻪ ﻤﻥ ﻤﺫﺍﻕ ﺍﻟﺤﻨﻅل ، ﺇﻥ ﻫﻭ ﺇﻻ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭ ﻓﻰ ﻜل ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻤﺭﻩ ﻤﺸﻬﺩ ﻨﻬﺭ ﻴﺠﺭﻯ
ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﺎﻥ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻤﻀﻰ ﺒﻬﺎ ﺃﻋﻭﺍﻡ ﺍﻟﻁﻔﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻓﻰ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﻭﺇﻨﻤﺎ
ﺒﺠﻭﺍﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻨﺘﻘل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﻁﺎﻥ ﻨﻬﺭ ﻟﻭ ﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﻟﻤـﺎ
ﺘﻌﺫﺏ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻟﻤﺎ ﻫﺠﺭﺘﻪ ﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺼﻨﻊ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻭﻫﺎﻤﻪ ﺸـﺠﺭﺓ ﻭﺠﻠـﺱ ﻋﻨـﺩﻤﺎ
ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺭ ﻭﻻﻤﺘﻸﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﻏﻨﺎﺀ ﻭﺭﻗﺎﺹ ﻭﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻭﻟﺼـﺎﺭ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻤﻌﻨﻰ .
ﻫﻜﺫﺍ ﺸﻌﻭﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻨﻤﺎ ﻓﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺼﺎﺭ ﻴﻘﻴﻨﺎ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻﺘﻜﻭﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﻬـﺎ
ﻨﻬﺭ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺵ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﺠﻭﺍﺭ ﻨﻬﺭ ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻨﺔ ﻟـﻭ
ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﺃﻨﻬﺎﺭﺍ ﺘﺠﺭﻯ ﻤﻥ ﺘﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ ﺠﺤﻴﻤﺎ ﺇﻻ ﻷﻨﻪ ﻗﻔﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ . ﻭﺃﺤﺴﻥ ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻨﻪ ﺼﺎﺭ ﻴﻤﻠﻙ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻟﻜل ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻰ ﻤﺩﻴﻨﺘﻪ ، ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺴـﺒﺒﺎ
ﻟﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻜﺩﺍﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﻸ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﺘﺜﻴـﺭ
ﺤﻨﻘﻪ ﻭﺤﻴﺭﺘﻪ ، ﺇﺫ ﻜﻴﻑ ﻴﻐﻀﺏ ﺍﻵﻥ ﻟﺠﻼﻓﺔ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺴﻴﺊ ﺍﻟﺤﻅ ﻟﻡ
ﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻨﻬﺭﺍ ، ﻭﻜﻴﻑ ﻴﺴﺘﺎﺀ ﻟﻤﻨﻅﺭ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﻋﺩﺍﺌﻰ ﻴﻤﻸ ﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺼﺨﺒﺎﹰ ﻭﺘﻌﻠﻴﻘـﺎﺕ
ﻓﺎﺤﺸﺔ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﻠﺴﻭﺍ ﻴﻭﻤﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﻔﺔ ﻨﻬـﺭ ﻴﺘﺒـﺎﺩﻟﻭﻥ
ﺍﻷﻨﺨﺎﺏ ﻤﻊ ﻨﺴﺎﺌﻬﻡ ، ﻭﻜﻴﻑ ﻴﺜﻴﺭ ﺴﺨﻁﻪ ﻤﻨﻅﺭ ﺼﺒﻰ ﺼﻐﻴﺭ ﻴﻘﻭﺩ ﺴﻴﺎﺭﺓ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺜﻭﺭ
ﻫﺎﺌﺞ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﻟﻡ ﻴﺭﻜﺏ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻗﺎﺭﺒﺎ ﻴﻤﻀﻰ ﺒﻪ ﺒﻁﻴﺌﺎ ﻓﻭﻕ ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﻭﻜﻴـﻑ
ﻴﺤﺯﻥ ﻟﻤﺎ ﻭﺹ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺫﻴﻌﻴﻥ ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﺍﻟﻤﻠﺤﻨﻴﻥ ﻭﻤﺅﻟﻔﻰ ﺍﻷﻏﺎﻨﻰ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ
ﺃﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﻭﺍ ﻁﻭﺍل ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻨﻬﺭﺍ .
ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﻁﻔﺄ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﺘﺒﻐﻪ ، ﻭﻨﻅﺭ ﻓﻰ ﺨﻭﻑ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﺍﻟﺫﻯ ﻅل ﺒﺎﺭﺩﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﺴـﻪ
ﻭﻓﻜﺭ ﻟﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺠﻠﺱ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺼﻴﻔﻪ ﻗﺩ ﺼﺎﺭ ﺤﻘﺎ ﻨﻬﺭﺍ ﺇﺫﺍ ﻟﺘﻐﻴﺭ ﻜل ﺸـﺊ ﻭﻟﻤـﺎ
ﺘﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺠﻤل ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺘﺨﻠﻔﺕ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﺘﻌﺸـﻕ
ﺍﻟﺴﺒﺎﺤﺔ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻓﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺠﻲﺀ ﻓﻰ ﻤﻭﻋﺩﻫﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﺒﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺭﺍﻥ ﺸﺎﺓ ﺘﻤﻸ ﻟﻴـل
ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﺜﻐﺎﺀ ﻭﻗﺎل ﻓﻰ ﻨﻔﺴﻪ ، ﻤﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﺒﺤﺙ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻥ ﺒﻼﺩ ﺘﺼـﺩﺭ ﺍﻷﻨﻬـﺎﺭ ﻭﺍﺴـﺘﻭﺭﺩﻭﺍ
ﻟﺒﻼﺩﻫﻡ ﻨﻬﺭﺍ ، ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﻗل ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺃﻗﺼﺭﻫﺎ ﻗﺎﻤﺔ ﺒل ﻴﻜﻔﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺠﺯﺀ ﻴﻘﺘﻁﻌﻭﻨـﻪ ﻤـﻥ
ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﻸ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ، ﺠﺯﺀ ﺘﺎﻓﻪ ﺼﻐﻴﺭ ﻻ ﻴﻜﻠﻑ ﺸﻴﺌﺎ ، ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺘﺤﻴل
، ﻭﺃﻨﻪ ﻻﺒﺩ ﻷﺤﺩ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺸﻑ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻨﻬﺭ ، ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﺄﺴـﺎﺓ
ﺃﻥ ﻴﺤﻴﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﻯ ﻁﻭﺍل ﻋﻤﺭﻩ ﻨﻬﺭﹰﺍ ، ﻟﻌﻠﻬﻡ ﻴﺨﺭﺠﻭﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﻓﻰ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﻜﺒﻴـﺭﺓ ﻴﺸـﻘﻭﻥ
ﺒﻁﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻴﺼﻨﻌﻭﻥ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻬﺭ ، ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻴﻬﻤﻪ ﺍﻵﻥ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻨﻔﺫ ﻴﺠﻠﺩﻩ ﻭﺃﻥ ﻴﺘﺩﺒﺭ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻭﻴﺸﺎﻫﺩ ﻨﻬﺭﹰﺍ ﻗﺒل ﻓﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺫﻯ ﺒﺠﻭﺍﺭﻩ ﻴﻔﺘﺢ ﺸﺎﺭﺒﻪ ﺍﻟﻤﻔﻠﻭﻕ ﺇﻟﻰ ﻨﺼﻔﻴﻥ ﻤﺒﺘﺴـﻤﺎ ﻭﻴﻤـﺩ ﻋﻨﻘـﻪ ﺍﻟﻁﻭﻴـل
ﻴﺴﺘﻘﺒل ﺭﺠﻼ ، ﻴﺩﻋﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻟﻪ ﻗﻬﻭﺓ ، ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ، ﻭﻤﻨﺫ ﺍﻟﺭﺸـﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ ﺭﺃﻯ
ﺍﻟﺭﺠل ﻭﻗﺩ ﺘﺤﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﺇﻟﻰ ﺠﻤل .
ﻭﻷﻤﺭ ﻤﺎ ﺃﺤﺴﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﺘﺤﻭل ﺒﻌﺩ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺠﻤل ﻭﺃﻥ ﻋﻨﻘﻪ ﻴﺯﺩﺍﺩ ﻁـﻭﻻ
ﻭﺃﻥ ﺸﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺴﻭﻑ ﺘﻨﺸﻕ ﺒﻌﺩ ﻗﻠﻴل ﺇﻟﻰ ﻨﺼﻔﻴﻥ .
ﻭﻟﻡ ﻴﺩﺭ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻔﻌل
ﻫل ﻴﺼﺭﺥﻫل ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﻤﺎ ﻋﻭﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻔﺕ ﺸﻤﺎﻻ ﻭﻴﻤﻴﻨﺎ ﻭﻗﺩ ﺨﺎﻟﺞ ﻗﻠﺒﻪ ﺭﻋﺏ ﺤﻘﻴﻘﻰ ، ﻓﺭﺃﻯ ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺘﻤﺘﻠﺊ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﺇﺒﻼ ، ﻗﺫﻑ
ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ، ﻭﺍﻨﺘﺯﻉ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻤﻥ ﺠﻠﺴﺘﻪ ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺨﻠﻊ ﻨﻌﻠﻴﻪ ﻭﻭﻀﻌﻬﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﺇﺒﻁﻪ ﻭﻤﻀﻰ ﻴﻌﺩﻭ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻁﻠﻕ ﺴﺎﻗﻴﻪ ﻟﻠﺭﻴﺢ ﻏﻴﺭ ﻋﺎﺒﺊ ﺒﻤﺎ
ﻴﺤﺩﺙ ، ﻭﻤﻀﻰ ﻴﺠﺭﻯ ﻭﻴﺠﺭﻯ ﻭﻴﺠﺭﻯ ، ﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻯ ، ﻟﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﻤﻐﻴﺏ ﺍﻟﺸﻤﺱ
ﺃﻭ ﺸﺭﻭﻗﻬﺎ ، ﻟﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﻤﺠﻲﺀ ﺍﻟﻠﻴل ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻟﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﺠﻭﻉ ﻭﺍﻟﻌﻁﺵ ، ﻟﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﺠﻭﻉ
ﻭﺍﻟﻌﻁﺵ ، ﻟﻥ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﺠﺒﺎل ﻭﺼﺨﻭﺭ ﻭﺃﻭﻋﺎﺭ ﻭﺼﺤﺭﺍﺀ ﻭﺒﺤﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎل
، ﺴﻭﻑ ﻴﻌﺒﺭﻫﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺃﺒﺩﺍ ، ﺴﻴﺠﺭﻯ ﻭﻴﺠﺭﻯ ﻭﻴﺠﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻓﻔﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺜﻤﺔ ﻨﻬﺭ ، ﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺤﺘﻰ ﻴﻠﻘﺎﻩ ، ﻭﻴﺭﺘﻤﻰ ﻋﻨﺩﻩ ، ﻭﻴﻨﺘﻬﻰ ﺒﺭﺅﻴﺘﻪ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ
ﺍﻟﻁﻭﺍل ﺍﻟﺘﻰ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﺎﻫﺩ ﻓﻰ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺃﻴﺎﻤﻬﺎ ﻨﻬﺭﹰﺍ .

يسلموا هالايدين

رائعة من الروائع