فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي : الحمد
لله ، والصلاة والسلام على رسول الله : الحديث عن كلمة الإخلاص التي هي
مفتاح الجنة والتي لا يدخل أحد في الإسلام إلا بها علمًا وعملاً ، وهي
العاصمة للدم والمال والعرض ، وهي التي ترضي الله - تبارك وتعالى - وترضي
رسوله - عليه الصلاة والسلام - والصالحين من عباد الله ، فلا إله إلا الله
لها أركان ولها شروط ولها حقوق ولها مكملات ، وهذا أمر لا يخفى على الكثير
منكم .
فأما أركانها ، فاثنان : النفي والإثبات . النفي مأخوذ من قولك : " لا إله " ، والإثبات من قول : " إلا الله " .
والمراد بالنفي : نفي ما يعبد من دون الله - عز وجل - ، والإثبات : إثبات كل عبادة مالية أو بدنية أو هما معا لله وحده دون سواه .
وأما شروطها : فقد ذكرها علماؤنا علماء أتباع السلف الربانيون أهل الفهم
الصحيح ، أهل الفهم الدقيق لمعاني الأحكام ذكروا لها سبعة شروط وأوصلها
بعضهم إلى ثمانية :
- الشرط الأول : العلم ، ومعنى العلم هو : العلم بما دلت عليه من معنى النفي والإثبات .
- الشرط الثاني : اليقين ومعناه : أن يكون المتلفظ بلا إله إلا الله موقنًا بما دلت عليه من معنى لا تردد في ذلك ولا شك .
- الشرط الثالث : القبول ومعناه : أن يكون القائل لـ : " لا إله إلا الله " قد قبلها وطبق ما دلت عليه من معنى النفي والإثبات .
- الشرط الرابع : الإخلاص ومعناه : أن يكون القائل لهذه الكلمة الجليلة مخلصًا فيما دلت عليه من معنى .
- الشرط الخامس : الإنقياد ومعناها : الإستسلام والخضوع والطاعة لما دلت عليه هذه الكلمة من معنى .
- الشرط السادس : الصدق ـ وذلك بأن يكون قائلها مصدقًا بما دلت عليه من المعنى باطنًا وظاهرًا .
- الشرط السابع : المحبة ومعناها : المحبة لها ولأهلها ولمن أمر بها بقوله
الحق : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ) . [ محمد : 19 ] ،
وبقوله سبحانه : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) . [
البقرة : 255 ] ، وبقوله - عز وجل - : ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) . [ آل عمران : 18 ] ،
ومحبة من بلّغها وبيّن معناها وجاهد في سبيل إعلائها ألا وهو رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه الكرام من المهاجرين والأنصار ، ومن
تبعهم على النهج القويم قولاً وفعلاً وعملاً ظاهرًا وباطنًا .
- الشرط الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله - عز وجل - ؛ لأن من عبد غير
الله فقد ناقض لا إله إلا الله ، ولذا قال علماؤنا الأوائل - رحمهم الله - :
( لا ولاء إلا ببراء ) ، فمن والى لا إله إلا الله ، وما دلت عليه من معنى
وجب عليه أن يتبرأ من كل شيء يناقض لا إله إلا الله .
والله أعلم .